كنت قد انتهيت من سرد الحلقه الثانيه من قصتي مع المخابرات الاردنيه ووقفت عند اللقاء الأول والاستجواب الاول من الدائره الرسميه للمخابرات في عمان ...وعند انتهائهم من استجوابي الذي لم اجد نفسي به مذنبه لأي سبب من الاسباب فأذا كانت تهمتي تأليف كتاب يسئ لشرف الاردنيات فهذا الشي بعيد كل البعد عن غايتي في اصداره وانما هو كتاب اصلاح وحكايات واقعيه ..نستمد منها العبره والموعضه ..اذا لا يستطيع احد محاكمتي ككاتبه فهناك شي يسمى رقابه وقد قالها الملك عبدالله وفتح المجال للحريه الفكريه كما اعتقد..اما اذا كان عملي الصحفي السابق هو تهمتي الثانيه ايضا لا يحق لأي احد ان يستجوبني لاعطيه معلومات كنت قد كتبتها لان هذا سر مهنتي ولي الحق بالاحتفاض به ...وايضا اعتقد يحق لي ككاتبه وايا كانت كتاباتي ان اظهر على اي شاشه تلفزيونيه فهي ليست احتكار لاحد واصرح برائي ...هذه ليست تهمه ايضا وغيره وغيره من سخافات وضعت في ملف المخابرات لتكون اتهامات ضدي ...
من قبل مدير مخابرات حدود جابر رياض الجراح.
لنعد لسياق القصه بعد هذه الاسئله الطويله ..قالوا لي مع السلامه هذا كل شيء
قلت للسيده التي تحقق معي ان من اخبرها بكل هذه الزعامات هو رياض الجراح ..قالت لي ...نحن لا نعرف احد بهذا الاسم ولا علاقه لنا به ..عندها قلت لها اني ساقدم شكوى برياض الجراح وشكوه علنيه ستكون قضيه رأي عام ...لانه لا يحق لاي كانت رتبته في ان يضع اعناق الناس تحت سيطرته وجبروته ويدعس بكرامته الارض لانه لم يستجب لطلباته ...
عندها اجلستني المحققه من جديد وبدأت اروي لها القصه ...لساعتين من الوقت وفي النهايه اعطتني رقمها الخاص وقالت لي انا ام طلال كلميني في اي وقت تحتاجيني به .
صراحه تفاجئت من تغير الموقف وخرجت من الدائره
وبعد يومين جاءني رقم لا اعرفه فرددت عليه وحدثني قائلا ....مرحبا انا لؤي من دائره المخابرات العامه ...اريد ان اتحدث معك بخصوص الشكوى التي قدمتها برياض الجراح ...قلت له ما ادراني انك من المخابرات
ربما تكون تعمل لحساب رياض الجراح وانا لا اثق بك
فأعطاني رقمه الخاص في المكتب لا تاكد من الاتصال ...ففعلت ذلك واتصلت ليكون بالفعل دائره المخابرات
تحدد الموعد في اليوم الثاني على ان احضر في الساعه التاسعه صباحا ...لم انم حينها وانا افكر الى اين سيؤول مصيري واي جرم سيوكل علي واي لعبه سيلعبونها معي اخذني خيالي لابعد الحدود خيال لايشبه خيالات رواياتي التي اكتبها واعرف نهايتها بل كانت خيالات سوداء لا وجه لطريق واضح ولا درب استطيع ان اجد نفسي واقفه على خطه ....وصلت في الساعه التاسعه الى الدائره بعد ان سلمت هويتي في الخارج ونفس السيناريو القديم ونفس الاجراءات لكن الشئ الوحيد الذي تغير هو ان عدد الطرش كان اكثر هذه المره من رجال ونساء ...كان السيد لؤي قد قال لي ان اصعد للطابق الثاني رقم 22 ...وعندما سلموني الرسن اي الرقم الذي يوضع على الصدر ...قلت لاحدى الرجال من خلف الزجاج اني ذاهبه للرقم اللدور الذي ابلغني عنه لؤي بيك ..فصرخ بوجهي وقال بالحرف الواحد ...بلا لعي ..ورحي مع البقيه... اما اصحابه الاثنين اللذان كانا يجلسان معه في نفس الخط قاموا بالضحك وكأنه قال نكته انهم يهنون كرامتنا بلا سبب وكأنهم قد التقطونا بتهمه دعاره اوبتهمه امن دوله او بشتم الملك ..لا ادري ما سبب حبهم بتلك الاهانات ...كم اكره هذه العينه السخيفه ...يا من تسمون انفسكم بحماه الديار وسلم البلد انتم بعيدون كل البعد عن الامن والامان ...المهم مشيت مع الطرش ودخلت الغرفه التي اغلقت علينا بعد ثواني ولا اريد ان احدثكم عن الاحاديث والمأسي التي كانت داخل الغرفه ...شيء مهين لا يستحق تلك الاهانات والجلب للدائره
والحمد لله اني لم امكث كثيرا هذه المره في الغرفه سوى ساعتين على ما اعتقد لقد قدرت الوقت بنفسي لان ساعتي اخذوها في التفتيش ....جاء احدهم واخذني وصعد بي ونزل بي ومن ثم صعد وهكذا دهاليز وكأني في عالم ديزني ياللروعه ..دخلت لمكتب انيق يجلس عليه شاب جذاب ؟؟رحب بي بقوه وجلست قبالته وكرر ترحيبه كثيرا بي ...وهنا اختلف السيناريو لم اجد في عيونه اي قساوه بل احتلت الابتسامه وجهه العريض الاسمر ..وهنا بدأت اعرف اللعبه القادمه كيف لا وانا الكاتبه الملعونه التي تسرد الحكايات وتنهي الروايه واقتل احيانا ابطالي ؟؟
طلب لي القهوه وقدم لي سيجاره لان علبه سجائري اخذوها عند محطه التفتيش ..اذا لا بأس في المالبورو..ودخلنا في صلب الموضوع وبدأ هو الاخر يرمي بالاسئله علي بعد ان انظم اليه رفيقه في الغرفه ...نفس الاسئله ونفس اجوبتي ...
قال لي انه لا يحق للمدعي رياض الجراح ان يستغل اي كاتب اوصحفي ليظمه اليه في عمله ويكون جاسوس وايا كان مطلبه لا يحق له بذلك ..فهذا مرفوض بتاتا في عملنا ....
وقال انه سيستدعي رياض الجراح ويستجوبه ...ولن يترك الموضوع
المهم ان اتخلى عن فكره ان تكون قضيتي قضيه رأي عام لانني اذا فعلت ذلك .فأني اسئ للجهاز بأكمله ...لان الجميع سيعاقبون وليس فقط رياض الجراح ...
قال لي ان اقدم شكوه داخليه وقد افهميني ماذا تعني الشكوى الداخليه حتى تكون منحرصه فقط عندهم ولا يتدخل اي طرف خارجي بالموضع حتى الصحافه ....او اي وسيله اعلاميه
واخذ يقول انني ابنه البلد ويجب ان اتعاون معهم في سريه الموضوع من اجل بلدي ومن هذا الكلام الطويل
وجاءات اللحظه التي عرفني بها على نفسه بعد ان قبلت ان تكون قضيتي داخليه وقال انه مدعي عام ويدعى لؤي بيك ..؟وخذ يحلف انه سياخذ حقي بكامله وان شكوتي ستكون غدا امام الفريق محمد الرقاد مدير الدائره
صراحه لقد ارتحت له بعد حلفانه المتكرر ووضع يده على صدره انه سياخذ حقي من رياض الجراح ؟؟؟تبادلنا احاديث كثيره عن عملي وخرجت مع الموضفين في نهايه الدوام ...وكان كل الطرش الذي اتيت معه قد سبقني ربما اصبحت من موضفين الدائره لا ادري ؟؟؟
وبعد عده ايام طلبني لؤي بيك مره ثانيه وبنفس الموعد الساعه التاسعه...وقال لي ان احضر الهاتف الذي بعث اليه رياض الجراح رسائل الغرام ...كي يلقوا نظره على ما كتب العاشق الولهان ؟؟
اصطحبني هذه المره رجل ولم ادخل غرفه الحشر الحمد لله مع اني تعودت عليها ونسيت ان اقول لكم ان في زيارتي المره الثانيه قاموا بمنادتي على الميكرفون لارد على الهاتف مره اخرى كم تعجبني هذه اللعبه ..؟
المهم دخلت الى مكتب لؤي بيك بحفاوه ترحيب لاجد امامي علبه مالبورو ياللروعه وفنجان قهوه ..وهذه المره كان هناك اشخاص كثر في الغرفه وبدأت من جديد اغرد بقصتي واسردها واعيدها واكررها واكاد اختنق واختنق ودموعي في عينيي ستفجر وارتجاف في دقات قلبي يكاد يزعزعه من مكانه...والكل ينظر الي واحيانا انظر الى احدهم واجد التواه شفتيه وهي تدل على عدم تصديقي والكل يبحلق بحسني وجمالي ...ولا اخمد توتري سوى بسيجاره مالبورو ربما تكون مهربه ؟؟؟
وهكذا مضيت ساعات وساعات وانا احرق انفاسي بالسيجار وبكثره تكرار القصه شئ يدعو الى الانفجار ...هذا الشء ارهقني كثيرا وهم لا يشعرون هم فقط يبحلقون ويقذفون باسئلتهم علي ...وانا البغبغاء التي تكرر وتكرر ؟
وبعد هذه المعاناه الرهيبه لم يبقى في المكتب سواي وسوى لؤي بيك ؟
وصدمتي كانت عندماء قال لي ان اعيد كل ما قلته له من جديد ليبدأ بكتابته على الورق
يالله الست انسانه من لحم ودم والله ان ريقي قد نشف برغم وجود الماء ولساني ثقل في حلقي ما عدت قادره على تحريكه وقلبي ما عادت دقاته تنتظم وامي تنظرني بخوف ورعب ان لا اعود اليها ؟؟؟ان تهمتي كبيره استحق الاعدام عليها جريمتي اني كاتبه لا ادري ؟؟؟
يالله الست انسانه من لحم ودم والله ان ريقي قد نشف برغم وجود الماء ولساني ثقل في حلقي ما عدت قادره على تحريكه وقلبي ما عادت دقاته تنتظم وامي تنظرني بخوف ورعب ان لا اعود اليها ؟؟؟ان تهمتي كبيره استحق الاعدام عليها جريمتي اني كاتبه لا ادري ؟؟؟
تصورا جميعكم ما كنت اعانيه تلك الساعات وليس لي ذنب ؟؟لماذا هذا العذاب الاني لم استجب لرغبه الشيطان في ان اكون جاسوسته على لبنان لاني لم اتعاون معه ...
المهم فعلت وكررت مرارا ما قلته وهو يكتب ويكتب بنهم ..وايضا خرجت مره اخرى مع موضفين الدائره ؟؟؟
وقال لي ان قضيتي اصبحت في عنقه وان شرفي من شرفه وان حقي سيرجع من رياض الجراح وسيعاقب ؟؟؟
وبعد هذا التحقيق سافرت الى لبنان بعد ان قال لي ان ابلغه بموعد سفري لكي يسرع بعمليه خروجي من حدود جابر لان رياض الجراح وضع اسمي على الكمبيوتر؟
والله اني بعد ان خرجت من عندهم قمت باحراق حقيبيتي التي كانت معي خوفا منهم في وضعهم لي اي اجهزه تنصت وقمت بتكسير هاتفي ايضا وكل شي سلمته لهم في التفتيش ...نعم كنت خائفه منهم ربما اردوا ان ينتقموا مني في اي شي .واصبحت احلق في تصاويري وما سيفعلونه بي حتى حقيبه سفر لم اخذ معي للبنان خوفا ان يضعوا لي اي شي ربما مخدرات اسلحه في نقطه التفتيش كي يسيطروا على الوضع وكي لا افشي بما فعله معي رياض الجراح ...انظروا الى ما وصل تفكيري اي حال صرت بها اي طريق وصلت اليها واي خيالات سوداء اصبحت تلازمني انظروا ما فعلوه بفتاه كل همها قلمها وشهرتها في ان تصبح كاتبه الكل يشير اليها انظروا الى الجريمه التي يعاقبوني عليها ...
رجعت الى حبيبتي لبنان احمل بدل حقيبه السفر حقائب الخوف والهزع احمل مستقبل مجهول بعيد عن الادب ..اريد منكم جميعا ان تتخيلوا لحظاتي هذه
لحين استرد انفاسي واكمل قصتي مع المخابرات الاردنيه ولعلها تكون الحلقه الاخيره باذن الله .
الكاتبه رنا طوالبه
بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق